المشاركات

قصة المعلمة الفاضلة

للكاتبة هند الخوري بعد مرور اسبوع على افتتاح المدرسة ... وبعد أن خرجت المدرسة " نور " من الصف في طريقها إلى غرفة المدرسات استوقفتها احدى الطالبات ، قائلة لها :  -آنسة نور أرجو أن أنتقل إلى الشعبة ( الفصل) التي تدرسين فيه ؟ أجابتها المدرسة ببرود : لماذا يابنتي؟   - لأني أحببتك يا آنسة وأريد أن أكون طالبة عندك . ضحكت المدرسة نور وردت عليها بود :  -كل المدرسات خير وبركة يا بنتي لا فرق بيننا ... الطالبة : ولكن أنا بحاجة إليك ياآنسة " نور "  -ما اسمك ياشاطرة ؟  -أنا : رنا   -أهلاً يا رنا ، ماذا تريدين مني ؟  -أنا راسبة في التاسع ، وقد انسحبت في أثناء امتحان  مادة الرياضيات ، بسبب وفاة أمي .. وأخذت تحكي لها قصة وفاة أمها ومعاناتها في تربية إخواتها الأربعة ، وخاصة اختها الصغيرة ابنة السنة الأولى ...  تأملت الآنسة وجه الطالبة الذي بللته للدموع .. فلفها شعور حاد بالحزن ، ورتبت على كتف الطالبة ، وتمتمت بكلمات مواساة رقيقة ، واستدارت لتمسح دمعة اندفعت من عينيها ... وودعت الطالبة " رنا " وذهبت إلى صفها لأن الفرصة كانت قد انتهت .. وفي اليوم التا...

القاص اللبناني كرم ملحم كرم

صورة
كرم ملحم كرم كرم ملحم كرم Karram Mulhim Karram - Karram Mulhim Karram كرم ملحم كرم (1321 ـ 1379هـ/1903 ـ 1959م) كرم ملحم كرم، صحفي وقاص وناقد لبناني، غزير الإنتاج، من أهل دير القمر في جبل الشوف، ولد في بلدته، ودرس في معهد الإخوة المريميين فيها، ثم تعلّم في جونيه، وهو من دعاة التجديد في الأدب، وقد انتمى إلى عصبة العشرة، ولكنّه ظلّ يحافظ على الطابع المحلّي والقومي، وهو خطيب ومحاضر بارع، ولكنّه كان يلثغ بحرف الراء، ولذلك لا يقربه في محاضراته وخطبه. كان كرم ملحم كرم صحفيّاً بارعاً، فقد سار على درب اللبنانيين في إنشاء الصحف الأدبية لنشر قصصه ورواياته، فأنشأ في سنة 1923 مجلة «ألف ليلة وليلة»، وهي أسبوعية قصصية، وقد صدر منها خمسة وخمسون مجلداً، ونشر فيها له ولسواه ما ينوف على ألف قصة ورواية قصيرة طغى عليها اللون المحلّي، فقال مارون عبود في قصص هذه المجلة: «إننا قبل روايات ألف ليلة وليلة لم نقرأ روايات قومية تحدّثنا بلغتنا، وتصوّر لنا عاداتنا أصدق تصوير». أنشأ كرم في سنة 1932 «العاصفة»، وهي جريدة أسبوعية في السياسة والأدب، وكان يصدرها، ويحرّرها، ويكتب جميع مقالاتها على...

الأم في ذاكرة الشعر العربي الحديث

”الأمُّ“ في اللغة وذاكرة الشعر: ( 8)  الأم في الشعر العربي الحديث : تزداد مكانة الأم في شعر الحداثة، وتكثر فيها القصائد، فهي الكلمة العذبة، وهي الانشودة السرمدية..وقد بكاها (أحمد شوقي)  وعظم مكانتها : لأن الأم أساس وعماد المجتمع وهي التي تلد المناضلين.. الثوار سباع الغاب..  وترضع أبناءها حميد الأخلاق، حيث يقول : قم ابنِ الأمهاتِ على أساس ٍ ** ولا تبن ِ الحصون..  ولا القلاعا.. فهنّ يلدّنَ للقصب المذاكي ** وهنّ يلدّنَ للغابِ السّباعا وجدت معاني الأخلاق شتى ** جُمعْن فكنّ في اللفظِ الرَّضاعا والشاعر (حافظ إبراهيم) يرى في الأم الحياة وأستاذة تبني المجتمع وتطوره، وتساهم في تقدمه، وتثقفه...  وتصنع الشعوب والرجال، وتبني صرح الوطن عالياً، يقول : الأُمُّ     مَدرَسَةٌ     إِذا    أَعدَدتَها أَعدَدتَ    شَعباً   طَيِّبَ   الأَعراقِ الأُمُّ    رَوضٌ    إِن   تَعَهَّدَهُ   الحَيا بِالرِيِّ      أَورَقَ     أَيَّما...

الأمُّ في أدبنا المهجري

”الأمُّ“ في اللغة وذاكرة الشعر: (5)  الأم في أدبنا المهجري : وإذا تصفحنا أدبنا المهجري نجد لوحة جميلة رائعةٌ للأم، ألوانها الحب والشوق والحنين. فإذا ماضاق على المرء وطنه الكبير فإن الأمّ وطنه الصغير، فما حاله إذا كان مهاجراً بعيداً عن الوطن الكبير والصغير!!  هذه هي حال الشاعر (القروي) الذي نظم قصيدته الرائعة التي سمّاها ” حضن الأم “ يقول عن ولادة هذه القصيدة : « ألقيتُ يدي، على كتفيها ذات مساء وأدمنتُ النظر إلى وجهها الكريم، وقد غمرتني ابتسامتها الفائقة العذوبة بموجة ٍمن الحنان الذي لا يوصف، فتعلّقت روحي بأسباب ذلك الشعاع المنبعث من عنيها.  فقلت : بربك يا أمي لا تحوّلي بصرّكِ عني، لكأني أرى رؤية شعرية غريبة لا عهد لي يمثلها قط » فكانت القصيدة التي يصف فيها حضن الأم على لسان شقيََّ نال كلّ مايريد بعد أن غفر ذنبه لكنّهُ لا يريد إلا حضن أمه، يقول: أمَا ألقيت رأسَكَ فوق صدر ٍ ** حنون خافق ٍ بمحبّةِ الأمِ  فدعني من نعيم الخُلدِ إني ** نعيمي بين ذاك الصدرِ والفم ِ  و(للقروي) قصائد كثيرة في الأم، نذكر منها ؛ "فؤاد الأم “ و ” أمي“ .. التي يقول فيها : ...

الأمّ في اللغة وذاكرة الشعر (حتى الجزء ااسادس)

”الأمُّ“ في اللغة وذاكرة الشعر: (4) الأم في الشعر العربي في العصر الوسيط : إن المرأة في الشعر العربي أماً وزوجةً و بنتاً.. تألقت على صفحات الشعر العربي الحديث.. وإذا ما تصفحنا دواوين الشعر العربي سنجد الذكر القليل الذي لا يليق بمكانة الأم.. وذلك مقارنة مع أشعار العرب الكثيرة في سائر الموضوعات الاخرى... حيث أن الأم، مع كل أسف تغيب عن الشعر العربي القديم على الرغم من غزارته..  وغِنى موضوعاته..ماعدا فئة قليلة من الشعراء القدامى..مثل (أبي فراس الحمداني)  و (أبي العلاء المعري) و(الشريف الرضي)  و(ابن سناء الملك) وغيرهم .. فالشاعر (أبو فراس الحمداني) في قصيدته ” ام الأسير “ يتذكر أمه وهو بعيد عنها في بلاد الروم، ويحزن عليها وقد بلغه خبر وفاتها وهو أسير..  فيرثيها باكياً..  داعياً لها بالسقيا والخير متذكراً دعواها له؛ مبيناً حزنه وألمه على فراقها..  ذاكراً فضلها، يقول : أيا أمّ الأسير سقاكِ غيث.. بكرهٍ منكِ ما لقي الأسيرُ  يا أمّ الأسير سقاكِ غيث... إلى مَنْ بالفدا يأتي البشي إذا ابنُكِ سار في برٍ وبحرٍ .. فمن يدعو له..  أو يستجير ح...

الأم في اللغة وذاكرة الشعر (الأجزاء الثلاثة)

”الأمُّ“ في اللغة وذاكرة الشعر  : (1) استهلال... الأمّ ُ لفظ جميل هادئ حنون.. الأمّ ُ زخةُ مطر ٍ حنون تنير دروبنا.. تريح أنفسنا.. تغسل آلامنا و أحزاننا فتجمّل حياتنا .. تجعلنا نشعر بالسعادة والرضا والارتياح.. وتبقى الأمّ ُ مصدر الإلهام والإبداع، وقصيدة عشقنا الغالية نتعلم منها أبجدية الحب.. ترددها الألسن..  وهي الملاذ الأول والأخير.. لا نعرف الراحة إلا في حضنها الدافئ..  وهي سرّ نجاحنا و أصل حياتنا.. يستقي منها الشّعر سر الخلود.. وهي أصل الخصوبة والإنجاب ونبع الخير.. والعطاء وريحانة الدنيا.. وبهجتها.. هيهات نلقى قلباً كقلبها..  ما أجملها ما أروعها .. !! نبع الحنان والعذوبة. سنتاول موضوع الأمّ حسب المحاور الآتية : * معنى الأمّ العصور القديمة والفكر الإسلامي والأوروبي * الأم في الشعر العربي القديم  * الأم في الشعر العربي في العصر الوسيط * الأم في شعر أدبنا المهجري  * الأم في الشعر العربي الحديث  ...................... ”الأمُّ“ في اللغة وذاكرة الشعر: (2) الأمّ في اللّغة : تعني، فيما تعنيه؛ الأصل والأساس والجذر والمنبت والمنشأ...

المشاعر الإنسانية عند مجنون ليلى

المشاعر الإنسانية عند قيس بن الملوح 1) نسبه الصحيح.. #قيس_بن_الملوح_بن_مزاحم_بن_عُدس_بن_ربيعة_بن_جعدة_بن_كعب_بن_ربيعة_بن_عامر_بن_صعصعة يطلق عليه لنسبه (قيس العامري ) و لقب بالمجنون لبيت شعر قاله : وبي من هوى ليلى الذي لو أبثه جماعة أعدائي بكت لي عيونها أرى النفس عن ليلى أبت أن تطيعني فقد جنّ من وجدي بليلى جنونها وقيل إن حديث المجنون وشعره وضعه فتى من بني أميّة، كان يهوى ابنة عم له وكان يكره أن يَظهر ما بينه وبينها، فوضع حديث المجنون... وقيل أن هذا الشعر مولد عليه، وقال (الجاحظ) ما ترك الناس شعراً مجهول القائل قيل في ليلى إلا نسبوه إلى المجنون..  ............... 2) عشق ليلى صغيراً : قال (أبو عمر الشيباني) كان المجنون يهوى #ليلى_بنت_مهدي_بن_سعد_بن_ربيعة_بن_كعب_بن_ربيعة_بن_عامر_بن_صعصعة وتُكنى أم مالك، وهما حينئذٍ صبيان، فعلق كل واحد منهما صاحبه، وهما يرعيان مواشي أهليهما في جبل التوباد..  فلم يزالا كذلك حتى كبرا فحجبت عنه، ويقال أنها كانت كفلقة القمر.. تعلّقت ليلى وهي ذان ذؤابةٍ ولم يبد للأتراب من صدرها حجم صغيرين نرعى البهم، ياليت أننا إلى اليوم ل...